القصة العشرون : الاحتراز عن لقمة الشبهة

القصة العشرون
 الاحتراز عن لقمة الشبهة

كذلك نقل , إيماني ( فقال : في اليوم الاول لدخول » البيد آبادي ( إلى
بيتنـا أوصى والدي فقال : ليكن أكلي مما تحضـره أنت فقط . ولا تقبـل مـا
يحضره الاخرون
وفي أحد الايام أحضر أحد العلماء زوجاً من الطيور وقال لوالدي : أحب
أن تشويها وتضعها أمام الشيخ » البيد آبادي « . . فقبلها الوالد غافلا عن وصية
الشيـخ . فشوى الطيـرين ووضعهما أمام الشيخ عنـد العشاء . ومـا أن رأى
(البيد آبادي ) الطيرين حتى قام عن السفرة , وقال لوالدي : أوصيتك بعدم قبول
هدية من أحد . ولم يأكل منها شيئاً

لا تتعجب عزيزي القارئ من عدم تناول » البيد آبادي « للطيور تلك رغم
ان أحد العلماء هو الذي أحضرها فقد يكون من أحضرها لذلك العـالم لم
يرض صائـدها . أو ان الصياد لم لم يذكها كأن لم يــذكر اسم الله عليهـا عند
ذبحها " ولاحتمالات أخرى . وبما أن لتناول لقمة الشبهة أثر في قساوة القلب
......
وغلظته , لذلك يحترز ذلك العالم الكبير » البيد ابادي « من تناولها
الخلاصة هي ان اللقمة التي يتناولها الإنسان بمثابة البذرة التي تزرع في
الارض ( فإذا كانت بذرة جيدة فستكون ثمرتها جيدة كذلك ولا فستكون سيئة
مثلها , وإذا كانت اللقمة حلالاً وطاهرة فستكون ثمرتها لطافة القلب وقوة آثـار
الروح . وإذا كانت لقمة حرام فتكون ثمرتهـا قساوة القلب والميل إلى الدنيـا
والشهوات والحرمان من المعنويات
وليس موضع عجب أن يعرف عالم كبير كالبيد آبادي خبث وشبهة الطيور
تلك . فالانسان ببركة التقوى وشدة الورع وخاصـة الاحتراز عن لقمـة الشبهة
تكسبـه صفاة في القلب ولـطافة في الـروح , فيدرك بـذلك الامــور المعنوية
والتي هي ما وراء الحساس
أمثال هذه القصة وأفضل منها نقل عن عدة من العلماء الربانيين , وبما أن
ذكرها جميعا يخرج عن نطاق هذا المختصر فسأكتفي بذكر واحدة منها نقلها
النوري « في المجلد الاول من كتابه » دار السالم , عند ذكره لكرامات العالم
الرباني السيد » محمد باقر القزويني
قال : نقلت بنت أخ السيد » بحر العلوم , ان السيد » مرتضى النجفي
قال : ذهبت برفقة السيد » القزويني « لزيارة أحد الصلحاء . وعندما أراد السيد
النهوض من مجلسه قال له ذلك الرجل : في بيتنا اليوم يوجد خبز طازج وأحب
أن تأكلوا منه . وافق السيد , وعندما وضعت السفرة أخذ السيد لقمة من الخبز
وما أن وضعها في فمه حتى تراجع عن السفرة إلى الخلف ولم يتناول من الخبز
شيئا . فسأله صاحب البيت : لماذا لا تتفضل
فقال السيد : إمرأة حائض خبزت هذا الخبز
فتعجب الرجل لعدم علمه بذلك وذهب _ لتحقيق ذلك فعلم بصحته
تم اتى بخبز اخر اكل منه السيد
.......
فعندما تخبز المرأة الحائض خبزاً علق بذلك الخبـز نوع من القــذارة
والوساخة المعنوية التي يدركها صاحب الـروح اللطيفة والقلب الصـافي . إذ
فما هو حال الخبز الذي يعده من هو مبتلى بأنواع التلوثات من نجاسات معنوية
وظاهرية
ونقل كذلك عن أحوال السيد » إبن طاووس « أنه كان لا يأكل من الطعام
الذي لم يذكر عليه إسم الله عند إعداده . عملا بقوله تعالى :»ولا تأكلوا مما
لم يذكر اسم الله عليه
الويل لهذا العصر الذي استبدل ذكــر إسم الله على الطعام حين إعداده
بالموسيقى وآلات اللهـو , وقرنـوا نعمة الله بمعصيتـه , وأسوأ من ذلـك الخبز
المعد من قمح أو شعير كان زكاة ومن حق الفقراء . أو كانت الارض التي زرع
فيها غصبا . وإن كان الاكل المسكين لا يعلم بهذه الامور إلا أن أثرها الوضعي
والحتمي موجود . من هنا نعلم سبب قساوة , لقلوب في هذا العصر ولم تعد
الموعظة تؤثر. وتسلطت عليهم وساوس الشيطان حتى عز وندر وجود صاحب
اليقين والقلب السليم ( وصار مع هذه الحال خروج أحد من الدنيا بإيمانه محل تعجب

جميع الحقوق محفوظة
لـ مكتبة اهل البيت الالكترونية
الكاتب : سيد مرتضى الموسوي

0 التعليقات: