القصة السابعة عشر : شرف العلماء

القصة السابعة عشر

شرف العلماء

وكذلك نقل » البوشهــري . فقال : كـــان جدي الشيـخ » ملا عبدالله
البهبهـاني « تلميذأ للشيخ الاعظم » مـرتضى الانصـاري «"وكان مبتلى بكثـرة
القروض بسبب حوادث الدهر حتى وصل قرضـه إلى مبلغ 500 تومان ) وكان
آنذاك مبلغا كبيراً جدا( وكان أداؤه محالا . فذهب إلى أستاذه » الانصـاري
وأخبره بذلك . ففكر  الانصاري « لحظة ثم قال له : سافر إلى تبريز وسيفرج
عنك إن شاء الله
..
سافر جدي إلى تبريز وذهب إلى منزل إمام جمعتها آنذاك وكان من أشهر
علمائها , فلم يعره اهتماماً خاصاً ( فبات ليلته في مضافة مضيفه

..

وبعد اذان الصبح طرق باب بيت إمام الجمعة / ففتح الخادم فوجد كبير
تجار تبريز . فقال له : عندي شغل مع إمام الجمعة

ذهب الخادم وأخبر إمام الجمعة , فأتى إمام الجمعة وقال له : ما الذي
دعاك للمجيء في هذا الوقت المبكر
......


قال كبير التجار : هل أتاك ليلاً أحد من أهل العلم

قال : نعم ( أتى أحد أهل العلم من النجف الاشرف . ولم أكلمه بعد لأعرف
من هو وما سبب مجيئه

قال : أرجوك أن تكل ضيفك هذا لي

قال : لا مانع من ذلك . الشيخ في هذه الغرفة

وأخذ كبير التجار جدي باحترام تام إلى بيته . ودعا » 50 تاجراً إلى مائدته
لتناول طعام الغــداء , وبعد الانتهاء من الطعام قال لهم : أيها السادة الليلة
الماضية كنت نائماً في بيتي شاهدت في منامي أني خارج المدينة ورأيت
الجمال المبارك لأمير المؤمنين )ع( راكبا ومتوجها إلى المدينة . فركضت نحوه
وقبلت ركابه وقلت له : يا موالي ماذا حدث حتى زينت تبريز بقدومك المبارك
فقال )ع( : علي قروض كثيرة وأتيت مدينتكم لتقضى قروضي

وعندما استيقظت فكرت في ذلك وعبرت رؤيــاي بأنه لا بد ان شخصـاً
مقرباً لحضرته )ع( عليه قروض كثيرة وأتى إلى مدينتنـا . ثم فكرت وأيقنت أن
المقرب من حضرته )ع( لا بد أن يكون في الدرجة الاولى من السادة والعلماء
وفكـرت أين أذهب للبحث عنه , فقلت إذا كــان من أهـل العلم فسيـرد على
العلماء حتماً . فصليت الصبح وخرجت بنية البحث عنه في بيوت العلماء ثم إذا
لم أجده أبحث عنه في الفنادق . ومن محاسن الصدف أني اخترت الذهاب إلى
بيت إمام الجمعة أولاً . فوجدت الشيخ هناك وعلمت أنه من علماء النجف وأتى
مدينتنا قادما من جــوار أمير المؤمنين )ع( ليؤدي قرضه . وهـو مقروض بمبلغ
خمسماية تومان } سأدفع منها مائة تومـان . ثم دفع كــل تاجـر مبلغا حتى أدى
جدي جميع قروضه واشترى بيتا في النجف بما زاد عن قرضـه« وما زال بيته
موجوداً وقد انتقل إلي بالوراثة

جميع الحقوق محفوظة
لـ مكتبة اهل البيت الالكترونية
الكاتب سيد مرتضى الموسوي

0 التعليقات: