القصة الخامسة
=
طي الارض
_
الفاضل المحقق
الشيخ » محمود مجتهد الشيرازي " نقل عن السيد
. محمد علي الرشتي , الذي قضى عمره في الرياضة
الشرعية ومجاهدة النفس
قوله : عندما كنت طالبا أدرس العلوم الدينية
في النجف الاشرف كان متداول
بين الطلاب ان رجال يعمل في رتق الملابس
عند باب مقام أمير المؤمنين )ع(
المسمى بباب الطوسي وانه تطوى له الارض
. وانه كل ليلة جمعة يصلي صلاة
المغرب في مقام الامام المهدي )ع( في وادي السلام بالنجف ويصلي صلاة
العشاء في حرم سيد الشهداء )ع( بكربلاء
. في حين أن المسافة بين النجف
وكربلاء تعادل 75 كيلو متراً وتحتاج
لمدة يومين مشياً . فاردت أن أتحقق من
الامـر وأتيقن منه ,. فاخــذت أتردد على
هـذا الرجل الصالح حتى رافقتـه
واستحكمت علاقتي به . وفي يوم الاربعاء
طلبت من أحد زملائي الطلاب ممن
أثق به أن يذهب إلى كربلاء ويكــون ليلة
الجمعة في الحرم لينظر هــل سيرى
الرجل الذي يرتق الملابس ,
فذهب زميلي إلى كربلاء , وعند غروب يوم
الخميس أتيت رفيقي الرجل
===
وأظهرت له تأثيري وقلقي .
فقال : ما بك ؟
قلت : عندي أمر مهم أريد نقله لزميلي فلان
. لكنه مـع الاسف ذهب
إلى كربلاء , ولا يمكنني الوصول إليه .
قال إذن أكتب ما تريد وسيصله هذه الليلة
بقدرة الله القادر .
فكتبت رسالة وأعطيته إياها . أخذها مني
وتوجه إلى وادي السلام ولم أره
بعدها . حتى كان يوم السبت عاد زميلي وسلمني
رسالتي وقال : حضر الرجل
ليلة الجمعة عند صلاة العشاء وسلمني رسالتك
.
عندها تيقنت بخبر طي الأرض له : . فقررت
أن أطلب منه إرشـادي لطي
الارض مثله .
فدعوته إلى بيتي وبعد تناول عشاء متواضع
خرجنا إلى الشرفة حيث كان
الجو حار . وبدت لنا قبـة مقام أميـر المؤمنين
)ع( . فقلت له : هدفي من
دعوتك هو اني تيقنت بطي الارض لك والرسالة
التي أعطيتك إياها كانت
بهدف التأكد من ذلك . لذا أرجو منك إرشادي
الانال ذلك .
ما ان سمع الرجل كلامي هذا حتى صـرخ وسقط
مغشيا على الارض
وأصبح جسده كالخشبة , فأرعبني وظننت انه
مات . لكنه بعد فترة إستيقظ وقال
لي : أيها السيد كل ما لدينا هو من هذا
) مشيـرا الى قبة أمير المؤمنين )ع( (
وكل ما تبغيه فاطلبه منه . قال كلامه هذا
وذهب ولم يشاهده أحـد في النجف
بعدها أبدأ .
**
هـذه القصة سمعتها من عدة علماء كبار آخـرين
كلهم نقل عن السيد
الرشتي . عسى أن لا يتعجب القارئ العزيز
أو يصعب عليه تصديق هذه القصة
===
لان طي الارض ليس أمرأ صعبا لاتباع ومريدي
الائمة الطاهرين , ولهذه القصة
نظائر ذكرت في كتب الروايات .
من جملتها ما جاء في المجلد الحادي عشـر
من كتاب , بحـار الانوار ,
عند ذكره لاحوال الإمام الكاظم )ع( ما نقل
عن » علي بن يقطين « الـذي كان
رئيس وزراء هارون الرشيد وكان من لاتباع
الخـالصين للامـام )ع( وكان
» إبراهيم الجمال الكـوفي , خائفاً و
منزعجــا من إبن يقطين ـ فلما دخل إبن
يقطين على الامام الكاظم )ع( في المدينة
المنورة لم يعره الإمام اهتماما وقال
له : لن أرضى عنك ما دام إبراهيم لم يرض
عنك .
فقال : إبراهيم في الكوفة وأنا في المدينة
.
فنقله الإمام )ع( بمعجزة من المدينة إلى
الكوفة وجعله أمام بيت إبراهيم
في لحظة واحدة . فنادى إبراهيم . خرج إبراهيم
فوجد إبن يقطين حيران وسرد
له ما حصل/وطلب منه أن يرضى عنه ووضع وجهه
على الارض وأقسم على
إبراهيم أن يضع قدمه على وجه إبن يقطين
ليرضى إمامه عنه . بعدها عـاد في
لحظة واحدة إلى المدينة ليجد امامه راضيا
عنه .
====
ومثل ذلك عندما نقل الإمام الجواد )ع( خادم
مسجد رأس الحسين )ع(
في الشام في ليلة واحدة من دمشق إلى الكوفة
ثم إلى المدينة المنـورة ثم إلى
المسجد الحرام بمكة المكرمة ثم اعاده إلى
الشام . ونظائر ذلك كثيرة.
=====
جميع الحقوق محفوظة
لـ مكتبة أهل البيت الإلكترونية
الكاتب
سيد مرتضى الموسوي
جزاكم الله خير الجزاء
0 التعليقات: