القصةالحادية عشرة
عناية الحسين (ع)
سمعت من الزاهد العابد والواعظ الشيخ » غالم رضا الطبسي « قوله :
سافرت مع عدد من الأصدقاء في قافلة لزيــارة المقامــات المقدسة , وبعد ان
انتهينا من الزيارة وهممنا بالعودة وفي الليلة التي سبقت السفر تذكرت أننا زرنا
جميع المشاهد والمواضع المتبركة ما عدا مسجد » براثا . ولا بد لي من إدراك
فيض ذلك المكان . فقلت لا صدقائي : هلموا بنا نذهب إلى مسجد براثا
فقالوا : لا مجال لذلك , ولم يوافقوني رأيـي . فخرجت وحدي من الكاظميين
إلى أن وصلت المسجد فوجدت الباب مغلقا من الداخل على ما يبدو ولا يوجد
أحد , فاحترت في أمري ماذا أفعل بعد قطع كل هذه المسافة . فنظرت إلى
حائط المسجد فوجدت ان باستطاعتي تسلقه , فتسلقته ودخلت المسجد
وشرعت بالصلاة والدعاء ظنأ مني ان باب المسجد مغلق من الداخل وسافتحه
بسهــولة وأخرج . وعندما فرغت ذهبت لفتح الباب فوجدته موصـدا بقفــل
محكم , وكان الجدار من داخل المسجد لا يسمح بتسلقه فتحيـرت وقلت في
نفسي : طوال عمري أذكر الحسين (ع) وآمل ببركته أن أذهب إلى الجنة وينفتح
لي بابها ببركته . وباب الجنة أهم بكثير من هذا الباب , وفتح هـذا ببركتـه
-----
أسهل . فتقدمت بيقيني هـذا ووضعت يدي على القفل وقلت : يا حسين ,
وسـحبتة » فا نفتح فورأ وفتحت الباب وخرحت من , لمسجد وشكرت الله وأدركت
القافلة قبل مسيرها .
-----
مسجد براثا :
قال المحدث القمي في كتابه » مفاتيح الجنان «:إعلم ان جامع براثا من
المساجد المعروفة المباركة وهو واقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد . على
الطريق الذي يسلكه الوافدون لزيارة الاعتاب المقدسة في العـراق . من دون
مبالاة بالمسجد الذي يمرون عليه على ما روي له من الفضل والشرف الرفيع .
وقال الحموي من مؤرخي القرن الهجري السادس في كتابه » معجم
البلدان « : براثا محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب المحول
وكان لها جامع هدمه الخليفة العباسي الراضي بالله . ثم أمر بإعادة بنائه وتوسيعه
أميـر الامراء الماكاني . وأقيمت فيه الصلاة مجددا حتى عام 450 هـ ( ثم
تعطلت . وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون ان عليا (ع) مر بها لما خرج
لقتال خوارج النهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور , وانه دخل حماما
كان فى القرية .
ولهذا المسجد فضائل عديدة عددها المحدث القمي في كتابه وقال: لو
حاز احداها مسجد من المساجد لكانت تكفي لأن تشد إليه الرحال .
» المؤلف « : إني قبـل أعوام تشرفت بزيـارة المسجد وكـان بحمد الله
معمورا ومجهزا بالكهرباء والماء ( وباب المسجد مفتوح ويزوره المؤمنون .
------
جميع الحقوق محفوظة
لـ مكتبة اهل البيت الإلكترونية
الكاتب : سيد مرتضى الموسوي
😊
0 التعليقات: